أريد الاتصال بمقر حزب الحرية والعدالة الجزائري ؟

في عيد الحب ما أصعب الانتظار بقلم هريمك محمد

منذ مدة ليست بالطويلة قرأت مقالا رائعا للأديبة الكبيرة و الرائعة أحلام مستغانمي تتحدث فيه بحصرة كبيرة عن أحد أكبر المشاريع في الجزائر و هو "ميترو الجزائر" حيث تذكرت بائع الحلوى الذي أطلق على محله اسم " ميترو الجزائر" تيمنا بهذا المشروع الذي سيمر قرب جامعة الجزائر حيث كانت تدرس في سبعينيات القرن الماضي ،فتحدثت بسخرية ممزوجة بمرارة منقطعة النظير عن أن صاحب المحل ربما لم يقرأ " في انتظار غودو " ذلك أنها في المحصلة أكملت دراستها و هاجرت إلى فرنسا حيث مكثت هناك 15 سنة ومنها إلى بيروت حيث تقيم منذ 17 سنة ، تزوجت في هذه المدة و أنجبت ثلاث أولاد أكبرهم عمره ثلاثين سنة و استرسلت كيف أنها أعدت أطروحة في السوربون
.و كتبت في عدّة صحف و أصدرت عدّة كتب و سكنت عدّة بيوت و أنجزت عدّة مشاريع ، ومازال مشروع الميترو الموعود به جيلها في السبعينات لم ينجز بعد فماذا عن جيلنا الحالي يا ترى.

السيدة أحلام ربما لا تعرف أن جيلها قد عايش العصر الذهبي للجزائر منذ استقلالها ذلك أنهم في تلك الفترة ربما لم يكونوا في حاجة للمترو أكثر مما هم عليه الآن و في كل مناحي الحياة كانت حياتهم أفضل ،و لكن حتى نحن البعيدون جدا عن العاصمة فرحنا بخبر افتتاح الميترو...و أخيرا ، و لكن ماذا بقي في هذا الوطن لنفرح به ؟ و ماذا عن مآسي الشعب و ماذا عن سكان القرى و عن المدن التي تحاصرها الثلوج و عزلتها عن الحياة هذه الأيام و ماذا عن الحراقة و عن الذين احرقوا أنفسهم كما فعل البوعزيزي في تونس غير أنهم لم يصبحوا إلا أرقاما و إحصائيات في قائمة المنتحرين في بلادنا لأن موتهم لم يغير في واقع الأمر شيء اللهم إلا ذلك الصراخ الموجع و البكاء المر و العويل الأليم المنطلق من حناجر الثكالى و المكلومات على أزواجهن أو ابنائهن .

يقول برناردشو : " الوطن ليس هو فقط المكان الذي يعيش فيه الإنسان ، بل هو المكان الذي تُكفل فيه كرامته وتُصان حقوقه "

في الجزائر العميقة اليوم و في عيد الحب و أنا ارى جحافل المراهقين و العشاق تجتاح المتاجر لشراء ما تبقى من هدايا أتذكر بمزيد من المرارة ما قرأته في الجرائد من أن كثير من سكان القرى و المدن المعزولة يجتاحون المحلات التجارية أيضا و لكن لشراء ما تبقى من بسكويت يسكتون به جوع أطفالهم و أتذكر بمرارة أيضا كم من السنين مرت علينا لم نلتفت فيها و نحن نبحث عن وظيفة أو سكن و عن تحسين ظروف حياتنا بعد أن مرت سنوات طفولتنا في تسعينيات القرن الماضي في ظل ظروف الارهاب ،لمقتل إله الحب فلنتاين ، استذكر كل هذا لأنني أعرف ما ينتظر هؤلاء بعد عيد الحب و بعد سنين طويلة من احتفالهم بعيد الحب ، و كل أملي ألا يكون منهم حراق أو مشروع بوعزيزي ، استذكر هذا و أنا اليوم أحس بمرارة مضاعفة في ظل هذا الوضع الأليم الذي سببه لنا حكم فاسد
و رعية صامتة جبلت على الصمت في بلاد تكتنز خزائنها الملايير فباتت بلادنا تصيب العشاق من أمثالي في مقتل بعد أن تذهب أغلب سنواتهم في البحث و اللهث وراء وظيفة و وراء سكن يجعل لمقتل إله الحب معنى في الجزائر فهل بقي شيء نحزن عليه في الجزائر ؟

كان عمري تسعة عشر سنة حين أيدت و فرحت بترشح الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي لرئاسيات سنة 1999 فنحن درسنا عن والده البشير الإبراهيمي في مقرراتنا المدرسية
و نعرف ما فعلته جمعية العلماء المسلمين و هذا ربما هو أجمل شيء في المقررات التي درسناها ، لقد كنت ذلك التلميذ الذي سيجتاز عقبة البكالوريا عندما كانت عقبة ،
و الانتخابات الرئاسية هي أول انتخابات سوف أشارك فيها بعد أن اجتزت السن القانوني و لأول مرة سأنتخب و أشارك في أختيار رئيس بلادي ولكنني لأول مرة سأقاطع أيضا بعد أن قرر مرشحي و باقي " الفرسان " معه مقاطعة الانتخابات بعد بروز مؤشرات التزوير و هكذا مرت مهزلة الرئاسيات كما كل المهازل التي ستأتي بعدها في عهد العزة
و الكرامة و ها هو الإبراهيمي يقرر تأسيس حركة الوفاء و العدل ففرحنا جميعا بذلك و قلنا أن هذا هو حزبنا و حزب الشعب جميعا و لكن الحلم تبخر بعد أن قرر رئيس الدولة و وزير داخليته قتل حلم الجزائريين بوأده في مهده تصفية لحسابات قديمة و لشعبية جارفة يتمتع بها الدكتور طالب الابراهيمي بين جموع الجماهير هكذا لم نزل كما كل الشعب ننتظر تحقق هذا الحلم حتى قرر الدكتور اعتزال السياسة في حديثه لقناة الجزيرة ليتسلم محمد السعيد المشعل و ها نحن أخيرا نعقد مؤتمرنا و نترقب الاعتماد بعد أن وقفنا اثنتي عشر سنة كاملة من عمرنا في انتظار الحصول على حقوقنا تحت ضربات موجة الربيع العربي ، لقد تذكرت كل هذا في يوم الحب لأقول لكل الذين يقرئون كلماتي و منهم المناضل العنيد دائما و أبدا كشيدة ابراهيم أن الدولة أجرمت في حقنا عدة مرات ، عندما كانت السبب في أن نعيش طفولتنا في تسعينيات القرن الماضي تحت أزيز الرصاص و بين جثث القتلى و حين ما حرمتنا من حقنا في ممارسة السياسة بحرماننا من اعتماد الحزب الذي ارتضيناه ناطقا بإسم ضمائرنا و حين ما حرمتنا من حقنا في العمل
و السكن و من تأجيل مشاريع الحب و الزواج الى سنين متأخرة و لكن رغم كل ذلك بقينا نعيش على ذكرى الحب نعيش به و نحيا به و لا نلتفت إلا لتلك الأفكار الموحشة و الغريبة في أننا قضينا اثني عشر عيدا للحب لم نحتفل به لأننا كنا دائما في حالة الانتظار ،انتظار التخرج ، انتظار العمل ، انتظار السكن ، انتظار الأمل
و ليس أخيرا انتظار الاعتماد لحزب الحرية و العدالة فما أصعب الانتظار .

هريمك محمد

عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 14/02/2012

أشجعك وأحييك على اللمحة المتابعة للاحداث والثاقبة حول من ناضلوا في خضم الصعوباتة.......في انتظار استشراف للتغيير نضعه معا الان.
ان تقبل صداقتي في هدا المجال وحياك اله

عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 14/02/2012

أشجعك وأحييك على اللمحة المتابعة للاحداث والثاقبة حول من ناضلوا في خضم الصعوباتة.......في انتظار استشراف للتغيير نضعه معا الان.
ان تقبل صداقتي في هدا المجال وحياك اله

حياك الله أخي هريمك وأنا أقرأ مساهمتك تذكرت ذلك الشاب الذي وقف في الجمعية التاسيسية لإنتخاب المندوبين لولاية الجلفة وراح يسرد مأساته أمامنا وأمام السيد رئيس الحزب محمد السعيد وكيف أنه تخرج من الجامعة بعد رحلة معاناة وكفاح طويلة ليجد نفسه أخيرا بدون عمل ويشتغل بالتراباندو ويلاحق من مكان لآخر لكسب لقمة عيشة تذكرت أنه لو دام الحال على ماعليه الآن ولم يكن تغيير مقنع سنجد أنفسنا أمام نماذج كثيرة لمشاريع البوعزيزي كما أحي أخي خيال عبد المالك ونرحب بك معناشكرا لمشاركتك همنا وأمالنا

شكرا لكم جميعا الشكرا موصول للأخ خيال عبد المالك و لمؤسس منتدانا شنيبة قسمية فعلا نتمنى أن لا نسمع ببوعزيزي آخر لأننا تعبنا من المآسي و لم نعد نحتمل سماع مزيد من الأخبار المحزنة

لربما جيلنا بالذات جاء في أصعب الظروف وأتعسها أخي ريمك

متي ياتي عيد السياسة

سيأتينا عيد السياسة عندما تتغير هذه الوجوه القديمة جدا

» يوم للمحبين وآخر للبؤساء، بقلم: محمد هريمك
» قتل الطفولة مسألة فيها نظر بقلم هريمك محمد
» فضائح سوناطراك تستحضر التضحيات بقلم هريمك محمد
» مسعد بعد خمس سنوات عجاف... هل القادم أحلى؟ بقلم: هريمك محمد
» مجرد رأي. الماء و الكهرباء بعد تغيير الدستور بقلم: محمد هريمك