إشراق مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 206 تاريخ التسجيل : 02/01/2012 العمر : 45
| موضوع: السياسة لعبة وسخة السبت فبراير 25, 2012 2:44 pm | |
|
السياسة لعبة وسخة
“أرى في السياسية براثن الأسود، وأنياب الضباع، وشرر أعين الذئاب...” [أمين الريحاني] ويروى عن تشرشل أنه قال: “رأيت وأنا أسير في إحدى المقابر ضريحا كتب على رخامته: (هنا يرقد الزعيم السياسي، والرجل الصادق ...) فعجبت كيف يُدفن الإثنان في قبر واحد!” ويروى عن نابليون أنه قال عن السياسة: “اعرف الوقت المناسب لخلع جلد الأسد، وارتداء جلد الثعبان” وقال فولتير: “السياسة، فن الخداع، تجد لها ميدانا واسعا في العقول الضعيفة” بإمكاننا أن نسترسل في ذكر ما قيل وما ورد في ذم السياسة، ولا ينكر عاقل أن الواقع السياسي في أغلب بلاد العالم فيه كثير من الممارسات المتشحة بالوساخة والقذارة والنفعية والتمصلح والاستغلالية، وأن كثيرا ممن يمتهنون السياسة (تنفيذية أو تشريعية) هم أساس الفساد والاستبداد، وهم السبب الرئيس في إفقار غالبية الشعوب، ونشوب الحروب. نتفق أن الواقع السياسي قذر؛ فما نفعل؟ هل نقر وساخة السياسة؟ هل ننغمس في وحلها؟ أم نحاول جاهدين لتنظيفها من أوساخها وتطهيرها من أدرانها؟ السياسة نفسها لا توصف بنظافة أو وساخة، فهي وسيلة من الوسائل، إذ يمكن للمتدين أن يطوعها لخدمة أغراض دينه، كما يمكن لاصحاب التوجهات اليسارية أن يسخروها لخدمة أهدافهم ومناهجهم. يمكن للمفسد أن يستغلها لتحقيق الإثراء غير المشروع، والجاه الزائف، كما يمكن للمصلح أن يستخدم السياسة لخدمة أغراض العدل والعدالة والإنصاف وتهيئة الحياة الطيبة لشعبه، وتطوير بلاده. الوساخة المنسوبة إلى السياسة ليست جزءا من تكوينها ولا أصلية فيها لا تنفك عنها بحال؛ إنما هي طارئة عليها بسبب مسؤول فاسد، وشعب صامت. من أبسط تعريفات السياسة أنها “قيادة الناس والاهتمام بالأمور العامة، وشؤون الحكم، وعلاقات الدول بعضها ببعض” وهذه الأمور كلها من صميم ديننا، وهي تكاليف من الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولأمته من بعده، إذ هم مأمورون بالجماعة، ومكلفون بإقامة حكم أو دولة تقيم أحكام الإسلام، وتنشر التوحيد، وتحقق العدل، وتحارب الشرك، وتكافح الفساد، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بفعل ذلك بقوة الآية والحجة والدليل والمنطق، بل بحد السيف إن لزم الأمر، ولذلك شرع الجهاد وأمر به. أمر الله تعالى رسوله بإدارة شئون الدولة قانونيا بأحكام الشرع، وإقامة القضاء، وتنظيم التجارة، وجباية الزكاة، والتعامل مع الممالك و الدول والقبائل والعشائر. كل هذا يعد ترجمة علمية للتعريف السابق: (قيادة الناس والاهتمام بالأمور العامة، وشؤون الحكم، وعلاقات الدول بعضها ببعض). ولقد مارس رسول الله العمل السياسي قبل الهجرة وبعد الهجرة، فالعمل السياسي أوسع بكثير من مفهوم الحكم أو البرلمان، ولهذا تفصيل ينظر في مظانه. الخلاصة أن السياسة هي من صميم الدين، وأن أمور الدولة والناس لا تصلح إلا بقيادة وقانون وأحكام تنظم حياتهم وتضمن حقوقهم. لقد كانت سياسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم السياسات التي عرفها تاريخ البشرية، فقد وحد العرب ثم وحد الأمم. وقد أصلح مجتمعهم وقضى على العقائد والعادات الخاطئة كالشرك والخمر والبغاء والميسر وقتل النفس، واضطهاد الضعفاء وغيرها، وحقق فيهم عدلا لم تعهد البشرية قبله. هذه هي السياسة التي نتطلع إليها، وعلينا ألا نكتفي بالقول إن السياسة لعبة وسخة، أو إن الإعلام فاسد، أو إن الاقتصاد قائم على الربا، بل نحن مأمورون بالمشاركة الإيجابية وتصحيح وتطهير كل هذه المجالات حتى لا ينطبق علينا القول المأثور: “المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار”. | |
|
نجوى مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 300 تاريخ التسجيل : 01/01/2012 العمر : 39 الموقع : www.facebook.com
| موضوع: رد: السياسة لعبة وسخة السبت فبراير 25, 2012 8:22 pm | |
| هذه هي السياسة اللتي نتطلع إليها سياسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذه هي أمنيتي . | |
|