لا أحد ينكر المظالم التي ارتكبها ويرتكبها الحكام العرب في حق شعوبهم بوجه خاص ، والأمة العربية بوجه عام، لكن السؤال الذي يطرح لماذا لا يهب العربي إلى التغيير إلا بإيعاز من الخارج ، أو لا يغيير إلا بإفساد الوضع بشكل يكون من الصعب معه الرجوع إلى نقطة إنطلاق التغيير، فيصبح نادما على ثورته............. والأمثلة كثيرة.
واقع الثورات العربية يجب أن يقرأ قراة عميقة، ودقيقة، من أجل تفادي التعميم، والتفسير المتسرع ، هل ثمة فكر مستنير و راشد يؤطر هذه الثورات ، أم كل ما في الأمر هو تغيير أنظمة الحكم وفقط، هل أنتج الفكر العربي المعاصر نظرية سياسية شاملة تطرح نفسها بديلا عن الوصفات الغربية ، أو الرؤى الانفعالية الضيقة ، لقد سمعنا كثيرا أن الثورات العربية كشفت عن تجاوز الشارع للمثقفين ، والسياسين المعارضين في إحداث التغيير، هل لا نزال نثق في هذا النوع من الثورات ، التي تحدث صدفة، أو بمجرد خطأ ، أو تجاوز يتعرض له المواطن ، و بدون التقليل من شأن المظالم والحقرة و التهميش التي يتعرض لها المواطن العربي، فإننا نؤكد على القول بأن المثقف والمفكر العربي ، في الجزائر ، كما في مصر ، وليبيا ، وكافة الدول العربية، يجب أن يضطلع بدوره في صياغة مشروع التغيير ، الذي يستنفذ كل الامكانيات الثقافية والتاريخية ، القومية والمحلية للإنسان العربي ، و حزب الحرية والعدالة إذ يضع نفسه في إطار مشروع التغيير يدعو المثقفين بشكل خاص إلى المساهمة في إثراء هذه الفلسفة ، و تجسيدها في الواقع الجزائري الذي نؤمن باختلافه وخصوصياته .