يسرد الدكتور د.عمر عبد الكافي هذه القصة
إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء !
جائني رجل يقول لي: هل أنت ربنا ؟!!
قلت له: استغفر الله!!! أنا لست رباً
قال: أنت لن تحاسبني
قلت له: ولماذا أحاسبك؟
قال : زوجتي للأسف تحضر محاضراتك في المسجد
فقلت له: ولماذا تقول للأسف؟
فقال: لقد ضيقت علي حياتي، فكلما تسمع كلمات منك تأتي وتريد أن تطبقها علي، وأنا لا أعرف الصلاة والصوم
فقلت له: وأنت أتيت إلي لكي تتشاجر معي أو تستوضح مني أو ماذا؟
قال لي: وأنا أيضاً أحب الجلسات اللطيفة وأريد أن أشرب كأساً من الخمر أو كأسين كل يوم
فقلت له: يكفي أنك رجل تحب الله ورسوله
فقال لي: من أين عرفت هذا؟
فقلت له: الذي يقول هذا الكلام الصريح لا يخاف من أحد ولا يخاف إلا من الله، وطالما أنك غير خائف مني فهذا دليل على أنك خائف من الله..
فأخرج ورقة وقلماً من جيبه و سألني عن مواعيد محاضراتي في المسجد.
و أقسم بالله أن هذا الرجل في كل جمعة أراه في أول عمود في المسجد، ولا أحد يصل إلى أول العمود يوم الجمعة إلا الذي يأتي مبكراً في الساعة التاسعة صباحاً، لأنه في الساعة العاشرة لا تجد مكاناً داخل المسجد.
فلو كنت قلت له: دع زوجتك وشأنها، وتشاجرت معه، ربما نفر أكثر
وقد حدث معي شيئ مشابه اثناء نشاطي علي المواقع التواصل الاجتماعي كنت أجد بعض الأشخاص الذين يدخلون علي السكايب وحتى الفيس البوك وقد خذهم غرور الشباب ونوازع النفس ورغباتها الدنيئة أحيانا كنت أناقش احدهم حول ما يفعله وإثناء كلامي أركز علي نقاط ايجابية مثل واضح من كلامك ان معدنك طيب او ان قلبك عامر بالإيمان .... و....وغيرها من الكلمات وهدا ليس لنفاق او المجاملة لكن انا مؤمنة ان المسلم مهما ابتعد عن دينه دائما قلبه مالئ بالإيمان لكن الظروف هي التي تصنع منه هذا الرجل او نبينا الكريم يقول –يولد المولود علي الفطرة فأبواه يهودانهاو ينصرانه او يمجسانه – بإجماع أهل السنة والجماعة فان عدم ذكر الإسلام في هذا الحديث هو دلالة علي ان الفطرة هي ملة الإسلام
و في اغلب الاحيان أجد الشب او الشابة بحاجة لنصيحة والقدوة و يتكرر لكن بكثير من الاحترام وشيئ فشيئ ولا تكون مفاجئتي كبيرة عندما أجدهم م ضحايا لأولياء لا يسمعونهم ولا يكترثون لما يفعلون ويتركوهم لرفاق السوء ومدرسين لا يحسنون غير دفعهم لدروس الخصوصية ....و اجد تعطشا كبير للقدوة و الرمز الذي يسيرون علي خطاه ....
وهذا ما نحن بحاجة إليه ان يكون كل واحد منا قدوة لأبنائه ولجيرانه ولأصدقائه..... وخاصة خاصة للجيل الصاعدة
[/color]