نجوى مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 300 تاريخ التسجيل : 01/01/2012 العمر : 39 الموقع : www.facebook.com
| موضوع: التكلف قيود وأغلال الأربعاء فبراير 29, 2012 12:07 pm | |
| من صفات الرسول -صلى الله عليه وسـلـم- الـتـواضـع والبعد عن التكلف ، وقد انطبعت رسالة الإسلام بهذا الخلق الذي هو انعكاس للفطرة السليمة . وليـس أضـر عـلـى الـدعــوة الإســلامية مـن التـقـيـد بالرسوم والأشكال التي تعتبر حاجزاً بين كلمة الحق ووصولها إلى الناس.والذي يدرس حركة انـتـشـار الإسـلام فـي الـعالم سيظفر بهذه السمة تميز سلوك المسلمين الأوائل بوضوح وجلاء ، فقد حملوا هذه الدعـوة بحرارة وقوة ، هي صفة الإيمان العميق ، وببساطة وعفوية هي ميزة الخلق البعيد عن التعقيد ، وصفة النفوس الجادة التي لا تنشغل بالترف - بكل أشكاله - عن الحقائق.إن الجنس العربي الذي حمل عبء الدعوة إلـى الله قـد اخـتـاره الله لأسـباب كثيرة يعلم الناس منها ويجهلون ، ومن هذه الأسباب أنه جنس فطري لم يتلوث بأمــراض الـمدنيات التي أفسدها الإنسان بغروره وجهله بنفسه ، ولم تقتل حيويته الفلسفات الجامدة والرسوم الـمتكلفة التي قيدت كثيراً من البشر وتحكمت فيهم. ولذلك لم يكن يعبأ المسلمون الأوائــل بكثير مما تواطأ الناس عليه من عادات ومراسم حين كانوا يجدونها تخالف ما أمرهم الله ورسـولـــه به ، ولم يكترثوا بتحليل الناس وتحريمهم إذا لم يكن لذلك برهان ودليل مما أنزله الله أو قــرره رسـوله. وليست هذه الكلمة مخصصة لإبراز خصائص الجنس العربي؛ ولكن الغرض منها هو الـتنويه بهذا الخلق الأصيل وهو البعد عن التكلف في الأمور كلها. لقد ابتعد المسلمون شيئاً فـشـيـئـاً عن فهم الإسلام ، ودبت فيهم أمراض اجتماعية وثقافية كثيرة ، ومنها تأثرهم بما وفد عليهم من أفكار غيرهم من الأمم. وهذا هو الواقع الذي كان ومازال ، والذي ينبغي أن لا ينكر أو يجادل فيه ، لقد تراكمت مؤثرات أجنبية وأساليب غريبة لا علاقة لها بالإسلام، وليست من روحه أو من أصوله ، فحالت بين المسلمين وبين التفاعل مع الحياة بما يمليه عليهم الصحيح من أصول دينهم ، وأصبح المسلمون يحاربون في جبهات ثلاث:جبهة أعداء الإسلام الخارجيين.وجبهة أعدائه الداخليين.وجبهة الأفكار الدخيلة التي اعتنقها المسلمون بحسن نية.وقد تكون هذه الأخيرة أشد الجبهات.إذا رجعنا إلى هدي النبي فإنـنـا نـجـد أن سيرته -صلى الله عليه وسلم- كانت حرباً على التكلف حـيـثـمـا كـان وفـى أي صـورة وجـد، الـتكـلـف في الأقوال والأفعال، والتكلف في المعـيـشـة، فـقـد ذم الـرسـول الكـريـم-صلـى الله عـليه وسلم- الثرثارين، والمتفيهقين وذم التنطع، وكان يجلس حيث انتهى به المجلس ، ويـنـهى أن يسلك معه في توقيره وإطرائه مبالغات الأعاجم، ولم يكن يتميز عن أصحابه بلباس أو شارة ، وكان طبعه أن يشارك أهل بيته أعمالهم ، ويشارك أصحابه نشاطاتهم ، ولم يكن الدين عنده مظهراً وهنداماً لا يصح الإخلال به؛ بل حقيقة قلبية ، وسلوكية نابعة من ذلك تفيض خيراً لمصلحة الجماعة. | |
|
نجوى مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 300 تاريخ التسجيل : 01/01/2012 العمر : 39 الموقع : www.facebook.com
| موضوع: رد: التكلف قيود وأغلال الأربعاء فبراير 29, 2012 12:15 pm | |
| ولم يكن الدين عنده مظهراً وهنداماً لا يصح الإخلال به؛ بل حقيقة قلبية ، وسلوكية نابعة من ذلك تفيض خيراً لمصلحة الجماعة. | |
|