كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصرا، عندما نزلت آمال، طالبة بقسم لغات أجنبية بجامعة بوزريعة في الجزائر العاصمة.. كانت برفقة زميلاتها، عائدة إلى منزلها بأحد شوارع بلدية الدويرة، في اطمئنان تعودت عليه منذ سنوات، وفي لمح البصر تقدم نحوها شاب (22 سنة) وطعنها غدرا بسكين، واضعا حدا لحياتها وهي في سن العشرين.
تركت آمال عبد الرحماني وراءها أسرة مفجوعة، لا تصدق سبب الجريمة التي حرمتهم من ابتسامتها، وخفة روحها.. يقول والدها مصطفى: ''كانت كل شيء جميل في حياتي، تحضر لي الطعام، وتلبي طلباتي، بل وتقلم أظافري، كانت دائما في أحضاني تحكي لي كل صغيرة وكبيرة في يومياتها.. وفجأة تغادرنا دون رجعة، وغدرا بجريمة قتل غير مبررة نفذها مدمن مخدرات، لا أعرفه ولا أعرف حتى عائلته''. حدث كل شيء يوم الثلاثاء 21 فيفري الماضي.. تلقت آمال أربع طعنات قاتلة بسكين يحمله شاب يدعى ''ب.ع''، يوجد في الحبس المؤقت بأمر من محكمة القليعة، بعدما قدمته شرطة دائرة الدرارية التي تكفلت بالتحقيق في الجريمة التي لا تزال حديث العام والخاص بالدويرة.
يقول مصطفى: ''لا أعرف الجاني، كل ما أعرف أنه يسكن بالدويرة منذ ست سنوات، وصاحب سوابق يتعاطى المخدرات.. وحسب محاضر الشرطة، عندما سأله المحققون عن سبب ارتكابه جريمته، أجابهم بأنه فعل ذلك لأن ابنتي آمال كانت تقلقه ولكي لا يتزوج بها أحد، نافيا بلسانه وجود أي نوع من العلاقة بها.. وأن المرة الوحيدة التي كلمها فيها كانت قبل ثلاث سنوات قائلا لها صباح الخير ولم ترد عليه..!!''
وبحسب رواية أسرة الضحية، كانت آمال تواظب على أداء الصلاة في وقتها منذ سن العاشرة، ولا تتخلف عن قراءة القرآن عقب كل صلاة، وترافق والدها مصطفى طيلة شهر رمضان إلى المسجد لأداء صلاة التراويح. وعن قصة ارتدائها الحجاب، يروي والدها: ''عندما بلغت سن 12 عاما، اقتربت مني آمال وهمست في أذني بأنها ترغب في ارتداء الحجاب، فسألتها إن كانت ستفعل ذلك عن قناعة أم اقتداء بصديقاتها، فأجابتني بأنها ستلبسه عن قناعة، فأخذتها إلى السوق واختارت ما أعجبها من لباس شرعي، ومنذ ذلك الوقت وهي تكبر في عيني وتستحوذ على قلبي، إلى أن فارقتنا مغدورة على يد شخص قرر أن يحول سعادتي بابنتي إلى حزن قاتل''. ويضيف والد الضحية: ''سألني قاضي التحقيق عما إذا كانت لي عداوة بعائلة الجاني، فصدم لجوابي بأنني لا أعرف عنهم شيئا، إذ لا يمكن تقبل فكرة أن يعتدي عليك شخص مجانا ودون مبرر أو دافع''، متأسفا بقوله: ''لقد طلبت مقابلة الجاني ليجيبني على سؤال واحد: لماذا قتلت ابنتي وحطمت عائلة بأكملها؟!''.
وعلمت ''الخبر'' أن التحقيقات أثبتت عدم وجود علاقة بين الجاني والضحية. وفي هذا الصدد، بينت الخبرة التي أجرتها الشرطة على سجل الاتصالات الواردة والصادرة بواسطة الخط الهاتفي للضحية الخلو من أي اتصال بالجاني. وبالنسبة لأسرة الضحية، الشيء الوحيد الذي تنتظره من العدالة، هو الإنصاف وأن ينال الجاني العقاب الذي يستحقه، خاصة وأنه قام بفعلته عن سبق الإصرار والترصد.. فقتل لمجرد القتل، آخر ما يمكن أن يتصوره إنسان عاقل.
لا حول و لا قوّة الاّ بالله !!!! رحمها الله و الهم ذويها الصبر و السلوان