يبدو أن
الظواهر والآفات الاجتماعية تتطور بالجزائر، بشكل تجعل كل متأمل فيها
يستغرب من الأفكار والأساليب المستعملة من طرف العصابات، التي تستغل سذاجة
البعض، وحب الاكتشاف لدى البعض الآخر، لتطيح بهم، موهمة إياهم بإغراءات لا
تعد ولا تحصى، بعدما يتم الاتصال بهم، خاصة بمن لديهم أملاك معروضة للبيع
على المواقع الالكترونية المعروفة عبر الوطن، من خلال هواتفهم المعروضة،
ليكون أول اتصال من بلد أوروبي، حتى تنجح الخطة التي يتم نسج خيوطها من
الجزائر بمشاركة أفارقة. الحصول على المال الوفير في وقت قياسي وبأقل جهد وتكلفة، هي من
أكثر سمات اللصوصية على الإطلاق، كيف لا؟ وأشكال السطو تتطور يوميا مع تطور
الوسائل التكنولوجية، أين بات على كل شخص أخذ الحذر والحيطة والفطنة أمام
المواقف، خاصة تلك المشبوهة، ولعل أكثرها تلك التي تمتزج ما بين التفكير
الجهنمي للعصابات المحلية والإفريقية، المعروفة بمكرها العجيب والغريب في
آن واحد، وفي هذا الصدد يروي العديد من الضحايا قصصهم مع تلك العصابات
الدولية، بدليل أرقام الهواتف المتصل بها، والتي ينطلق أول مكرها من
الإبحار عبر المواقع الإلكترونية الجزائرية، الأكثر تداولا للتسويق والبيع، يعرض فيها ملاك الماكنات والشاحنات وأصحاب العقارات أرقام هواتفهم بغرض التعريف بها وعرضها للبيع.
يقول أحد المستهدفين، إن أول من يتصل هو صوت نسائي من بلد أجنبي،
وفي أغلب الأحوال من أوروبا كإنجلترا أو فرنسا على وجه التحديد، لتبدأ
بالتعريف بنفسها مستعملة اللغة الفرنسية في حديثها، تذكر من خلال دردشتها
والتعرف على الشخص المصطاد بأنها لها ثروة كبيرة تريد الاستثمار بها في
الجزائر، ولها ابن أو أحد معارفها متواجد بالجزائر من أجل تولي المهام،
وتنطلق في سرد ما تريد إنجازه، وعن الأموال التي تملكها بالعملة الصعبة،
بقدر ما يمكن أن تغري به الشخص المستهدف، حتى تصل به إلى غاية مطالبته برقم
حسابه البنكي، كي توهمه أنها على جدية من أمرها، لترسل له نسبة من مالها،
حتى ينطلق في المشروع الذي اتفقا عليه، هي خطوات إلى غاية اللحظة منطقية
إلى حد ما، إلى غاية اللحظة التي ترسل أحد أبنائها ـ الذي هو شريك لها في
العصابة ـ إلى الشخص الذي اتفقت معه، ويجري بعدها لقاءات تعارف إلى غاية
مهاتفة الضحية لإبلاغه بأن الابن محتاج إلى قيمة من المال عاجلا، كون
أموالها التي بعثتها لم تصل بعد، نظرا للإجراءات التي تطول في بعض الأحيان،
ومن هنا تبدأ المطاردة المخطط لها، وفي حال عدم تنبه الضحية راكضا رواء
الإغراءات، سيقع حتما في فخ اللصوص، الذين يعتبر أغلبهم أفارقة، أما في الحالة الثانية، فيضطر اللص الموكل له التعامل المباشر مع الضحايا إلى الفرار بجلده، وعدم الظهور من جديد، بعد اللجوء إلى غلق هاتفه بصفة دائمة.
هي
قضايا وأخرى تحدث يوميا لبعض المواطنين، شأن الاتصالات التي يتلقاها البعض
من طرف أشخاص للاستهزاء والاستهتار بهم، وغيرها من القضايا المشابهة، التي
حولت المسار الإيجابي للمواقع الإلكترونية المتخصصة إلى غير المسلك الذي
وجدت لأجله.