تبين النقاشات و الحوارات التي تجري بين الناشطين في المجال السياسي والاجتماعي أن طبقة المثقفين بكل أسف هي التي تبدي إمتعاضا شديدا من الخوض في شؤون السياسة والانتخابات ، وكأنها تعيش في وطن أخر غير الجزائر، إزاء هذه الوضيعة ، تجدنا نتسائل ، من سيحدث التغيير ؟ ، المواطن البسيط الذي لم يحظ بمستوى تعليمي يمكنه من التمييز بين الغث والسمين من البرامج التي تعرض عليه ، أم فئة الانتهازيين الذين ينقادون إنقياد القطيع، لما ذا صار الكثير من مثقفينا يعزلون أنفسهم في أبراجهم العاجية ، ويبدون تعففا من ممارسة السياسة، هل لا تزال السياسة عندهم نجسا، من يقود الأمة إذا كان الامر كذلك ، ثم بعد ذلك نجدهم يقدمون إنتقادات للوضع الحالي ، فيقولون مثلا أن الوضعي سيئ ، لأن المجتمع يحكمه أميون، ألا يشعر هؤلاء المثقفون بالخجل وهم يساهمون في صناعة هذا الوضع وتمديده بامتناعهم عن الخوض في شؤون السياسة إلا بعد أن تحسم الأمور ، لقد زالت الكثير من المبررات التي تتحجج بها هذه الفئة ، في ظل المنابر السياسية المتنوعة التي تعج بها الساحة، ثم من الناحية الأخلاقية ، أنا أرى في هذا العزوف عن السياسة شيئا من الأنانية أو الخيانة ، ماذا تقدمون لمجتمعاتكم أيها المثقفين و هو الذي تكفل بتربيتكم و تثقيفكم ، ام لا تزالون تعتقدون بغروركم أنكم صنعتم عبقريتكم بأنفسكم، لماذا لا تردون الجميل ، ألا يحز في أنفسكم هذا الذي يشهده المجتمع من تجاوزات و سوء تسيير للشأن العام ، هل تسلل اليأس إلى أنفسكم إلى هذه الدرجة؟ يا أيها المثقفون أعرف أن الكثير منكم يجيد العناد ، لكن عناد التاريخ أكبر من كل عناد ، وهو لا يرحم و لا يعفو عن هذا العزوف السلبي الذي تساهمون به في تأبيد الوضع السيئ الذي تعيشه مجتمعاتكم.
حزب الحرية و العدالة يطرح نفسه في هذا الوضع بديلا نوعيا، فهل تفضلتم أيها المثقفين بحوارنا و مناقشتنا ، والمساهمة معنا في إثراء برنامجه في ممارسة الحكم وتسيير الشأن العام.

برأيي لعدم وجود الثقة-
ثم لمتى سياسة الرفض والعزوف؟
مشاركة الطبقة المثقفة ستعيد الثقة للنفوس

حياكم الله
أختي نجوى مقبول أن يفقد العامة الثقة في أنفسهم ، وفي الآخرين .
مقبول كذلك أن يفقد المثقف الثقة في السياسيين.
لكن أن يفقد المثقف الثقة في نفسه ، ويصير مشلولا ، لا يبادر ، ولا يكلف نفسه عناء التفكير في الوضع ، وينسحب من مواجهة الواقع ، فتلك هي الكارثة.
يا أختي أنا أشير إلى وضع كارثي ، هو الذي يجسده مثقفون سلبيون ، أفشلو ا أنفسهم ، ويسعون إلى إفشال المبادرين من أقرانهم ، آخر ما يلجأون إليه ، هو الانسحاب ، بالله عليكم ، ألا يكون إنسحابهم تكريسا للفساد.
من نلوم في المحصلة ، الانسان العامي الذي لم يحسن الاختيار بين البرامج ، أم المثقف الذي امتنع عن إبداء الرأي و نقد البرامج المطروحة بموضوعية والتزام.

حياكم الله اهل منتدانا
ابدا بما انتهى اليه اخونا سطيف (العالي) وقد اشاطره نوعا ما فيما قال وفي جزئية محددة ساتحدث عنها في اخر المداخلة
الحقيقة ان هذا النظام وحفاظا على استمراريته اراد ان يقتل فينا كل ماهو جميل
وعندما الاخ يتكلم عن المسؤولية الاخلاقية للمثقفين نجدنا امام :
-اولا:تهميش المثقفين من ذوي الراي وتقريب اشباه المتعالمين (وليس حتى المتعلمين)من بني وي وي واجد هنا التفريق بين المثقف والمتعلم والمتعالم في غاية الاهمية ,فالثقافة تكتسب اكتسابا في اطار المحيط المعيش ضمن تراكمات فكرية وعقدية واجتماعية ,,,,
والحقيقة ماالتعلم الا صقلا لهاته المعطيات واخراج لمكنونات الهوية الثقافية ,وقد تجد الفرد متعلما وليس مثقفا نظرا لطريقة تربيته والبيئة التي نشأ فيها و....وو
( من عاش حياته في امريكا مثلا لن يتشارك معنا ثقافتنا ...)ومع هذا فمثله اذا كانت له مرجعية ونور يرجع اليه (كما قال غاندي في فصل الدين عن الدولة)فمثله يقرب وتحتاجه البلاد
بينما اصل الداء هو مايعرف بالمتعالمين وهو النوع الاشد خطرا على مجتمعه فقد تجد فيهم من لا يدري اصلا انه جاهل ومنهم من معه شهادة تزين جدرانه وبالتالي مثلهم من حق فيهم قول ربنا "يخربون بيوتهم بايديهم" بدراية او لا؟؟
-ثانيا: فتح متاهات اجتماعية من ازمة سكن وازمة نقل وازمة رواتب ومنح وازمة ..... تجعل من المثقف اسير اوضاعه المزرية وحتى انتاجه الفكري يهوي به الى هاته المطبات ولن ينظر في سبل التغيير لا فكرا ولا مشاركة مما من شانه ان يقزم دوره ويحتزله في مدرجات الجامعة ودور النشر والمكتبات وخشبات المسارح معتقدا انه انسب لمكانته
-ثالثا: وجود صراعات وهمية دونكيشوتية فيما بين المثقفين انفسهم لكسر شوكتهم وتفريقهم
-رابعا:كسر السلم الاجتماعي القيمي بتقديم وجوه الشكارة والبقارة والجهلة الى اماكن المثقفين والمفكرين في دوائر السياسة
-خامسا:التجربة المريرة التي عرفتها ولازالت تسير اليها بلدنا رغما عنها والمتمثلة في التمثيل الصوري على كل المستويات ’فالوزراء يسبحون بحمد ولي نعمتهم ولا ريب في هذا ,والمعارضة مهما اختلفت ,تألفت(مد الالف) او تعالفت تسبح ايضا ببرنامج السيد (البلد الوحيد الذي المعارضة فيه تطبق برنامج الرئيس)فتجد اعضاء البرلمان فاقدين للشرعية الشعبية اصلا حتى لو صوت عليهم لانهم تركوا اهم مسؤولية وهي التشريع وراحوا يرفعون الايادي للمقررات الرئاسية ,والحقيقة ان من لديه نسبة من الشرف السياسي يابى ان يكون صورة بلا روح
سادسا:يرى بعض المثقفين ان عملهم الفكري اهم من السياسي لانهم يهيأون المناخ الملائم للتغيير بتوعية شاملة وباعادة صياغة للعقل الفردي وعقل المجتمعي بصفة عامة(حتى هذا العمل مليئ بالحواجز)
سابعا:يرى اخرون ان المشاركة في هذا البؤس السياسي حتى لو من باب صدق النية اضفاء لشرعية نخبوية عليه
عموما هذا مااراه سببا لعزوف النخبة المثقفة عن السياسة ,واضيف صنفا اخر اشاطر اخونا سطيف فيه :
ثامنا:هناك من فقد الثقة بالمجتمع ويريد اعتزاله لما يرى من هوة بينهما
فمثلهم من يزيد الطين بلة ويكرس بسلبيته ديمومة الانحطاط والسيرورة الى الوراء,حتى انك قد تجد منهم من يومن بمقولة "المجتمع المفيد"
هذا الصنف محب باصله وثقافته لبلده ولكل ماهو جميل وحضاري ويحتاج للتقرب منه وفتح نقاشات معمقة معهم
قد بينا الداء وصنفناه فماهو العلاج؟؟؟
في انتظار مشاركاتكم وفقكم الله

شكرا للأخ بن باديس ، على التحليل المضبوط، لكن هل نقبل بهذا الشكل مبررات العزوف؟ إذا كان الأمر كذلك فلننسحب ، ولنكف عن القول في السياسة؟ يا أخي الوضع سيزداد سوءا لو تمادى مثقفونا في ممارسة الدور السلبي، أنت تعرف أخي أنني أقصد المثقفين المخلصين الذي يتعففون من ممارسة السياسة، وليس المثقفين المدجننين الشاكرين لولي نعمتهم، و نسو أن للنعمة ولي واحد هوالله، أنا في الحقيقة طرحت هذا الموضوع في ظل العزوف عن المشاركة في الإنتخابات ، ترشحا أو إنتخابا، و لا زلت أدافع عن ضرورة المشاركة من أجل تفويت الفرصة على صناع الفساد ، والله أعلم بالخير.

حياكم الله
وانا معك اخي صلاح الدين فلست من دعاة الجلوس وطلب الغوث ولو اني رايت اني اسير نصف مليمتر لبذلت مجهودا لانتقل اليه.
وكما قلنا سابقا هذه فرصة بسبب فتح المجال امام شتى التيارات(ليس بسعينا وانما للظروف الاقليمية للاسف) ولو بما اسميه الديموقراطيه الموجهة واذا كان هناك عيب في الاختيار والتمثيل فلنتحمل جميعنا التبعيات والمسؤولية.
ماقصدته اخي صلاح بسؤالي عن العلاج هو كيف لنا نحيي الفكر التجديدي السياسي في المثقف الجزائري ,فكرا لا ينفصل عن الواقع.
والحقيقة انه هناك ثلاث طبقات مجتمعية سياسية:
فئة جاهلة قد لا تعرف عن السياسة بصفة عامة والانتخابات بصفة خاصة شيئ ومنها من يسير كالقطيع للاسف
فئة مثقفة (التي تطرقنا لها توصيفا وحضرتكم)عازفة لما اسلفنا ذكره
فئة وسطى واعية وهي الاغلبية (التي نحن منها اعتقد)ولكنها سلبية بفعل تراكامات الماضي وتحاول بذل الجهد للنهوض احيانا ولكنها تحتاج لمن ينير دربها وينور طريقها من اصحاب الفئة السابقة المثقفة.
اذا فالطريق الى مجتمع مثقف مسيس يمر عبر امثالهم ولن يتغير حال شعبهم ووطنهم الا بتغيير الدفة من قبلهم,ان تيار المجتمع جارف فاذا كان يسير الى الهاوية تسارع بفعل جاذبية الهوامش(كقصة النار اعاذنا الله واياكم منها محفوفة بكل ماهو متاع ولذة.....)وعلنا نحتاج الى نخبتنا لكي تغير اتجاه دفة المجتمع بما اننا نرى الخير في هذه الامة ونأمل نهوضها عاجلا وليس اجلا
وفقكم الله

حياكم الله اهل منتدانا
كنا قد طرحنا سؤالا في مداخلات سابقة عن الحلول التي تعيد أهل الحل والربط من المثقفين إلى مراكزهم في قيادة الأمة فكرا وعملا(وبما انه هناك عزوف عن المشاركة اسمحوا لي بهذه المداخلة البسيطة).
الحقيقة أن الحل لن يكون مباشرا في المرحلة الأولية على الأقل ,وإنما يكمن في الفئة الوسطى أساسا وهي ركيزة المثقفين,ويخطأ من يعتقد ان الحلول تكون فوقية في كل الأمور وإنما الشيء بأصله ومن حاول تعديل اعوجاج الضلع كسره لأنه جبل على الاعوجاج’وكذلك نرى تطور المجتمع الذي يتم عبر مراحل كثيرة .وما نراه اليوم من حال المجتمع بصفة عامة إنما هي تراكمات و نتاج سنوات وسنوات من التحليق خارج سرب الحضارة.
إذا , فهذه الفئة الوسطى هي وعاء ورحم نشأة الطبقة المثقفة ( ان تعريف هذه الطبقة جد صعب لان الثقافة من المكتسبات التي تكون شخصية الفرد وتوجه المجتمع من حيث لا نشعر وقد تتعد المصادر وتتنوع الفروع حسب المجتمعات والأزمنة) ويجب التركيز كل التركيز عليها ب:
-الالتفاف حول المثقفين الفاعلين وأصحاب الفكر النشطين الواعين بدورهم (كحال العالم الذي يدري انه عالما)
-التقرب من مصادر القرار من المسؤولين الذين يتوسم فيهم الخير لخدمة البلاد والعباد لتكوين همزات وصل بين المواطنين والمثقفين وتأطير عملية التثقيف ان صح التعبير.
-تشكيل لجان وجمعيات شبه نخبوية ونهضوية ,مدنية( وما أسهل أن يلتقي من يحمل هذا الهم الان مع الفيسبوك وتويتر وغيرها ) لتكون منابر وقوة دفع الى ماتؤمن به.
-الإكثار من حملات التوعية (غير رسمية) بإقامة الندوات العلمية والثقافية ودعوة المثقفين العازفين السلبيين بين قوسين(كحال العالم الذي لا يدري انه عالم)
-يجب على كل حزب(يدعي الديمقراطية والتغيير وتوعية المجتمع.... وغيرها من الشعارات الطنانة) أن يشكل فضاءات ثقافية داخلية يعبر بها من خلالها عن التوجهات الثقافية في الحزب ويفتح المجال للنقاشات الحرة .
-إحياء الوازع الديني العملي(الذين يقولون ما يفعلون) في المجتمع بتقريب الخطباء وعلماء الدين ممن يسمع لهم ويقتدى بهم,ولا احد يخفى عليه النزعة الايمانية لمجتمعنا بصفة عامة.
-السعي الفردي(ان اقتضى الامر) لتقديم النموذج والمثل في عمل الخير(تنظيف شوارع,غرس أشجار,مساعدة الفقراء وذوي الاحتياجات ,المرضى,,,,,) التي من شأنها أحياء الفطرة السليمة وتنمية الذوق العام في أبناء الحي(النواة الأولى للمجتمع) وهي من الامور المهذبة للنفس والتي يرجى رؤية تأثيرها في المجال الثقافي ولو بعد حين.

هذه بعض الامور التي ارى من شانها الرفع من قيمة الانسان الجزائري وبالتالي تمهد لجيل يحتوي هذه الخصال بالطبع الذي تطبع عليه ,ويكون منه المثقف الذي يقوده الى مستقبل الحضارة

وفقكم الله

بسم الله إنا ما ذهب إليه رأي الجميع فيه الكثير من الصواب إلا أن السبب الحقيقي لعزوف المثقف والمتعلم عن السياسة هو اللاسياسة المنتهجة منذ الإنقلاب عن الشرعية وبالضبط بعد حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ،بحيث أصبحت السيطرة المطلقة للقوة الظالمة وللصندوق الكاذب.فلانظلم المثقف كثيرا لأن التغيير الحقيقي لم يحصل ولأن عدم الثقة في الآخر تغلب عن الساحة وما تواجدنا نحن إلا لتغيير المفاهيم والأفكار ودمنا جميعا نسعى للأفضل.

حياكم الله اهل منتدانا
اهلا بالاخوين الادمن وابراهيم في جبهة الثقافة
والله اخونا ابراهيم انا اوافقك تماما عند حديثك عن الانقلاب ولكني لا اقصد الانقلاب الاخير فذاك اخر فصول تهميش المجتمع والاستخفاف به(بغض النظر عن القيل والقال في تلك الانتخابات)
اول انقلاب كان على الشرعية النوفمبرية بتغليب العسكري على المدني ثم انقلاب الراحل الهوراي على بن بلة رحمهما الله وتلاه غلق المجال السياسي امام المثقفين واصحاب الرأي على نموذج رأينا صواب لا يحتمل الخطأ وكانت فترة كافية لتمكين حكم العسكر (ثقافة العسكر).
وفي خضم الاحداث التي تبعت 88 وفتح المجال السياسي شهدنا انخراط العامل الثقافي بطريقة مكثفة في العملية السياسية مع ان وتر الدين كان الفيصل في الصندوق وكانت الغلبة لتيار ثقافة الهوية وهو ما لم يعجب دوائر القرار وكان ماكان, وتوالت على الجزائر السنوات العجاف التي اضرت بمثقفينا ومفكرينا وهمشتهم للاسباب التي ذكرناها سابقا
وفقكم الله

بوركت أخي وبورك كل الوطنيين الغيورين على الوطن