بعد إيام معدودات تنتعش تجارة موسمية معهودة، إن شئتم هي البزنسة السياسية، التي يفتح لها البعض من المحسوبين على العمل السياسي، دكاكين يتجملون فيها، فتتحسن أخلاقهم ، ويصيرون أكثر وداعة ، وقابلية للترويض ، يبادرون بالسلام ، و يعرضون على المارة مجالستهم في المقاهي ، والأماكن العامة، يمدون أيديهم شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا، إلى كل من يظهر لهم أنه آدمي ، يمكن أن يبقى حيا إلى صبيحة العاشر من ماي ، بشرط أن يكون حاملا لبطاقة الناخب، ولربما يخطئون الوجهة أثناء ذلك التيه فيعانقون الاشجار و الأعمدة الكهربائية ، وكل ما هو قائم، في هذه الدكاكين ، والشوارع و الأماكن و الولائم التي يصرون على حضورها هذه الآيام تراهم يراودون الناس عن أنفسهم ، ومن يستعصي عليهم يلجأون إلى مساومته بالدنانير، بل قد يلجأون أيضا إلى تشغيل وسطاء ، لجلب الزبائن ، وترويج سلعتهم الفاسدة، .... أكيد أن هذه التي أسميها مراودة و سمسرة هي التي تندرج في إطار الحملة الانتخابية، لكن الواقع يكشف أن الكثير ممن سيملؤون فضاءاتنا ضجيجا وعويلا هذه الايام هم ممن عرفناهم سابقا ، بفسادهم المتعدد الألوان، فلماذا لا يستحون و يخجلون من أنفسهم ويغربون عنا ، ورسالتي الثانية موجهة إلى المواطن الناخب ، بأن يتقي الله في صوته ، لا يبيعه مقابل هويته وكرامته، وعليه أن لا يكون غبيا ، فيتناسى ذلك الذي صنعه النصابون بإدارة ظهورهم لانشغالات من فوضوهم للتشريع و المراقبة والمساءلة، عليك أيها المواطن أن لا تنخدع بتغيير الواجهات ، فنشاط تلك المحلات لا يتغير ، هؤلاء من صناع الفساد بمختلف ألوانه ، فلا يغرك تغيير الأسماء و الأشخاص و الرموز ، إلى هذا الحد أكون متشائما ، لكن ثمة بصيص من الأمل ينبعث من القلة من النزهاء ، الذين يعتبرون انخراطهم في العمل السياسي ، هو من قبيل المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والشرعية ، وهؤلاء ، سواء أكانوا مترشحين أو متعاطفين لا يناقشك أحد في نزاهتهم ، أما غيرهم فتملك و نملك جميعا من الأدلة ما يكفي لرجمهم لقاء الخيانة ، خيانة الأمانة،
في هذا الاطار أرى أن حزب الحرية والعدالة هو شعاع من أشعة الأمل التي يمكن أن نعول عليها في إحداث التغيير المنشود في الجزائر ، وواجبنا جميع هو الوقوف في وجه هذه السمسرة السياسية ، محاربة عمليات شراء الذمم ، فيم يفكر ذلك الذي يعرض عليك المال من أجل التصويت له ، تأكد أنك حينما تطرح عليه انشغالا بعد انتخابه سيراك " بضعة دنانير " ، فعليك أن تختار بين أن تكون مواطنا كريما يتمتع بشخصيته ، أو مواطنا يباع ويشترى كالسلعة