هريمك محمد مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 211 تاريخ التسجيل : 30/12/2011 العمر : 44 الموقع : www.facebook.com/messaad
| موضوع: يوم للمحبين وآخر للبؤساء، بقلم: محمد هريمك السبت فبراير 16, 2013 2:07 pm | |
| زاوية حادة. يوم للمحبين وآخر للبؤساء، بقلم: محمد هريمك
منذ مدة ليست بالطويلة، قرأت مقالا للكاتبة أحلام مستغانمي، تتحدث فيه عن عيد الحب، وعن عدم فهمها في أن يكون هناك عيد للحب، ولا يكون للفراق عيدُهْ أيضا، عيد يحتفل فيه العشاق بالقطيعة، كما لو كانت مناسبة سعيدة .
لقد تساءلتُ يومها عن عدم وجود يوم للبؤساء في الجزائر أسوة بيوم المحبين طالما أن مساحة البؤس الكبيرة في بلادنا والتي تتأتى من الفقر وانعدام العدالة ستجعل من يوم البؤس عيدا للأغلبية بامتياز حين يصبح المواطن الجزائري مجرد رقم من أرقام وزارة الداخلية طبقا لآخر إحصاء سكاني قدّر عدد السكان بما يقارب الأربعين مليون نسمة أغلبيتهم من الشباب الذي يعيش على هامش الحياة دون عمل وسكن ودون زواج.
البؤساء في الجزائر وما أكثرهم، هم أشبه بالأرقام التي لا تلتفت إليها السلطة، إلا إذا أرادت تحيينها كل خمس أو عشر سنوات، دون أن ترى مكنوناتها، وفي الأرواح التي تسكنها، وفي حاجتها للكرامة والعمل والسكن، كما هي حاجتها للحب والسعادة، تماما كما لا يلتفت بعض المحبين لشعورهم بالحب إلا في اليوم الذي اعدم فيه "القديس فالنتاين".
إن أولئك الذين سرقوا يوما من أيامهم الضائعة، ليصنعوا منها يوما للاحتفال بما لا تتلاءم معه قيمهم ومعتقداتهم، هم أيضا ضحية لهذا الضياع الذي يتهددهم، وهم يرون الفاسدين والمرتشين ــ يحتفلون بعيدهم طوال السنة، عيد يراقبون فيه المستويات التي امتلأت بها خزائنهم، في بنوك سويسرا وباريس وروما، من الرشاوى والعمولات ــ لهذا فـر الآلاف منهم ، في قوارب الموت نحو الضفة الأخرى احدهم ركب أمواج البحر قبل موعد عرسه بأيام نحو ايطاليا، لمعرفته ربما أن جزءا من أمواله التي له الحق في العيش بها، تقبع هذه الأيام في بنوك روما ونابولي .
أولئك الذين يحتفلون باليوم الذي أعدم فيه "القديس فالنتاين" دفاعا عن المسيحية ــ وعن حق الجنود الرومان في الحب والزواج ــ أولى بالسلطات أن تعطيهم جرعة من الأمل ليحتفلوا بحقهم في الحياة الكريمة ووفق ما يتلاءم مع معتقداتهم الإسلامية ودون أن تكون لهم الحاجة أيضا ليعيشوا أياما من البؤس طوال السنة .
إن هؤلاء لا يحتاجون إلا لحقوقهم وكرامتهم حتى يتركوا قوارب الهجرة وحب الموت بعيدا عمّن يذكرهم بوطنهم المسلوب وساعتها سيكون هؤلاء الذين جبلوا على حب وطنهم رغم بؤسهم قادرين على حب الحياة، وعلى حب من حولهم طوال أيام السنة ودون الحاجة منهم إلى عيدٍ للحب أو إلى استحضار تضحيات القساوسة والرهبان
. هريمك محمدhttp://www.sawtdjelfa.com/souhoub/2427-contribution.html | |
|