هريمك محمد مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 211 تاريخ التسجيل : 30/12/2011 العمر : 44 الموقع : www.facebook.com/messaad
| موضوع: فضائح سوناطراك تستحضر التضحيات بقلم هريمك محمد السبت مارس 16, 2013 10:00 pm | |
| فضائح سوناطراك تستحضر التضحياتتخيلوا اننا في الجزائر قد لا نكون في حاجة الى برنامج للإنعاش الاقتصادي، أو الى برنامج خماسي وربما قد لا نحتاج ايضا الى فريق وزاري اقتصادي، وقد لا نحتاج إلا الى اناس لا يسرقون لنرتقي باقتصادنا، ونحقق الحد الأدنى للمواطن من حقه في العيش الكريم.
زعيمة حزب العمال لويزة حنون تحدثت عن الثلاثي "شكيب خليل" و"عبد الحميد طمار" و"عبد اللطيف بن أشنهو"، واتهمتهم بأنهم صحّروا الجزائر، وذهبت أبعد من ذلك حين اتهمت شكيب خليل بالعمالة للخارج، وبأنه موظف امريكي، اما "بن أشنهو" فلا زالت تحفظ له انه كان من الوزراء الداعمين لقانون شكيب خليل للمحروقات سنة 2005، الذي خسرت بسببه الجزائر ملايير الدولارات وكاد يرهن حق الاجيال القادمة مما تبقى من بترول في آبار الصحراء.
كل ما قالته لويزة حول هؤلاء لا يجانب الحقيقة في شيء، ولكن ما لم تقله لنا هو ما إذا كان هؤلاء قد جاءوا من جزر الهونولولو بقرار تعيينهم من الباب العالي، أم أن الرئيس بوتفيلقة هو الذي عينهم خاصة أن هؤلاء لا ينتمون الى أي حزب وأنهم من الفئة التي تسمى برجال الرئيس.
قبل سنوات نشرت الصحف فضائح عمار سعيداني واستيلائه فقط على 3000 مليار سنتيم وتخيلوا ان احدى الصحف قد تناولت الفضيحة في صفحتين كاملتين وبكل التفاصيل ولكن العدالة لم تتحرك وسعيداني لم يكن جريئا لمجرد ان يدافع عن نفسه، وهو حاليا من المرشحين لمنصب الأمين العام لجبهة التحرير التي كان عبد الحميد مهري امينها العام، وطالما ان سياسة العقاب والحساب غائبة عن بلادنا فإن اكثر ما اخشاه، هو أن نجد شكيب خليل في يوم من الايام أمام بوابة المجلس الدستوري ليقدم ملف ترشحه لرئاسيات 2014.
حال بلادنا صار مثيرا للشفقة، حتى أن الخبير الدولي "نيكولا ساركيس" مدير نشرية ''بترول وغاز العرب'' و في رسالته الى الرئيس بوتفليقة قد تكلم عن شعور الجزائريين وإحساسهم "بعد أن يفكروا لثوان بأن بعض من وضعوا فيهم ثقتهم لضمان تسيير حسن لهذه الثـروات باعوا أرواحهم للشيطان للثـراء على حسابهم''. إن اكبر ما يؤلم في كل هذه الرسالة ليس هو شعور الشفقة الذي أبداه ساركيس في حد ذاته و لكن في ما قال انه السؤال المؤلم الذي سيطرح في معرفة ما الذي جنيناه من الدماء التي سالت لكي نستعيد حريتنا وكرامتنا ومن "تضحيات أولئك الذين عملوا بجد لإرساء قواعد دولة قوية وعصرية، وفي بلد يستفيد فيه موظفو الدولة من أجر لخدمة الدولة ومواطنيها، لا خدمة أنفسهم أو خدمة المحتالين من جميع الأنواع ''.
قد لا نحتاج للتساؤل واستحضار تضحيات أولئك الذين أهدوا حياتهم ثمنا لتحررنا مثلما يخمن ساركيس أو غيره، ولكننا بالتأكيد سنتساءل إن كان ما وصلنا إليه هو الذي كان يحلم به اولئك الذين قدموا حياتهم ثمنا لنتحرر من مستعمر قديم، حتى يأتينا مستعمر جديد بوجه أبشع في ثوب عملاء جاؤوا لبلدهم الأصلي من أمريكا ومن فرنسا يحملون جنسيتها ويقدموا لنا إصلاحاتهم التي حولوا عن طريقها ملايير الدولارات لبلدانهم التي عاشوا فيها. | |
|