إشراق مميز تجاوز المئتان نجمتان
عدد المساهمات : 206 تاريخ التسجيل : 02/01/2012 العمر : 45
| موضوع: طالب الإبراهيمي يكشف لـ وقت الجزائر تفاصيل خفية في حياة الفقيد: الإثنين فبراير 06, 2012 11:57 am | |
| طالب الإبراهيمي يكشف لـ وقت الجزائر تفاصيل خفية ي حياة الفقيد:
كمال زايت قال الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وزير الخارجية الأسبق، إن الجزائر فقدت بوفاة عبد الحميد مهري، المناضل والمجاهد الصادق والسياسي المتبصر والدبلوماسي المحنك والوزير الكفؤ والشخص المتواضع. مشيرا إلى أن علاقته بالفقيد امتدت طوال ستين عاما، ولم تنقطع حتى أيام مرضه الأخيرة، موضحا بكثير من التأثر أنه إذا أردنا أن نصف مهري بكلمة فهي الوفاء. الدكتور الإبراهيمي، الذي استقبلنا في بيته للحديث عن الفقيد عبد الحميد مهري، كان شديد التأثر برحيل رجل الحكمة والمواقف، واعترف الإبراهيمي، منذ البداية، أنه من الصعب الحديث عن رجل بحجم عبد الحميد مهري، مؤكدا على أن الفقيد ساهم في كل المراحل، التي عاشتها الجزائر، وكان دائما العطاء دون كلل ودون ملل، ودون أن يدعي لنفسه أي مجد. وأشار إلى أنه، خلال فترة الحركة الوطنية، ساهم مهري في إقناع بني وطنه بضرورة خوض معركة التحرير من أجل استقلال البلاد، وأنه خلال فترة حرب التحرير عمل على جمع وتوحيد المثقفين تحت راية جبهة التحرير الوطني، وأنه بعد الاستقلال ساهم في تعريب التعليم كأمين عام لوزارة التعليم، ثم وزيرا للثقافة والإعلام، قبل أن يتولى منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني. وأوضح الدكتور الإبراهيمي أنه، وخلال سنوات المحنة، التي عرفتها الجزائر، كنا من القلائل الذين دعونا إلى المصالحة الوطنية بين الأطراف المتصارعة، وأن مهري كان من دعاة الحوار ومن المتمسكين بالحلول السلمية، مشددا على أن الفقيد لم يدخر جهدا من أجل إطفاء نار الفتنة، التي أتت على الأخضر واليابس. وذكر أن مهري الإنسان كان رجلا ينتمي إلى عائلة محافظة، تربى بين أحضانها تربية إسلامية أصيلة، أثرت فيما بعد في شخصيته، وجعلته متمسكا بثوابت أمته، فبالرغم من دفاعه الشديد عن اللغة العربية، إلا أن مهري كان متفتحا على الثقافات واللغات الأخرى، كما أن تربيته هي التي جعلت منه شخصا متواضعا هادئا، لا يرد على من أساء إليه، وهو ما جعله يواصل النضال من أجل أفكاره. ولما سألت الدكتور الإبراهيمي عن مهري، الذي ورغم انتمائه إلى جيل الثورة، إلا أنه كان غير متمسك بالشرعية الثورية، أجاب قائلا: يجب أن نعترف بأن جيلنا، الذي نجح في تحقيق الاستقلال واسترجاع السيادة، فشل في معركة بناء الدولة الديمقراطية، وهي معركة تتطلب تظافر جهود الجميع من أجل النجاح فيها . العلاقة بين مهري وبين أحمد طالب الإبراهيمي امتدت على مدار 60 عاما، عاش خلالها الرجلان مختلف المراحل، التي عرفتها الجزائر، يقول الإبراهيمي إن العلاقة لم تنقطع رغم طول السنين، فكان دائما يأتيني ويجلس في المكان الذي تجلس فيه الآن، (وأشار الإبراهيمي إلى الأريكة، التي كنت أجلس عليها في الطابق السفلي من بيته، وهو طابق تحيط بك فيه الكتب من كل ناحية). قال وزير الخارجية الأسبق إن هناك أمورا لا يعرفها الكثيرون عن مهري، والكلمة التي يمكن أن أصف بها الراحل هي الوفاء، هذه الكلمة يشرحها قائلا: عندما كان الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في الإقامة الجبرية، بأمر من الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، كان عبد الحميد مهري يزوره في بيته باستمرار للإطمئنان على حاله، دون الاكتراث أو خشية رد فعل بن بلة، وهذا ما يدل على وفاء الرجل، الذي لم يمل يوما حيث ما تميل الرياح ، هذا هو مهري، الذي عرفته، يقول الحكيم ، كما كان يناديه الرئيس الراحل هواري بومدين. هناك أيضا واقعة غير معروفة حكاها الإبراهيمي عن الفقيد، وتخص الظروف، التي أدت إلى تعيينه سفيرا في باريس بين 1984 و1988، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، قال بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية لم تعرف تطورا وبقيت تراوح مكانها بسبب الرئيس الراحل هواري بومدين، لأنه كان أزهريا ، أي تلقى تعليمه في الأزهر، وهو تصريح استفزني، يقول الدكتور، فقلت في نفسي يجب أن نعين سفيرا معربا في باريس نكاية في جيسكار، فتحدثت في الأمر مع الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، فقال لي ما رأيك أن نعين مهري هناك، فأجبته هذا ما كنت أنوي أن أقترحه عليك، وقررنا سويا أن يكون عبد الحميد مهري المعرب سفيرا للجزائر في باريس. [right] رابط المقال http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=287&id_article=31484 | |
|