لقد أردنا للحرية و العدالة أن تكونا عنوانا و برنامجا للحزب الجديد وفاءا منا لتعلق شعبنا بتلك القيم، و نضاله الذي لم ينقطع من أجلها على امتداد التاريخ.
إن حزب الحرية و العدالة حزب معارض يلتزم في تسييره الداخلي بالقواعد الديمقراطية، و يدرج نشاطه في إطار احترام الدستور و قوانين الجمهورية السارية، إذ لا بناء جادّا بدون التشبع بثقافة الدولة و قيام دولة القانون بقانون يعلو فعلا على الجميع، و مؤسسة الحياة العامة قطعا للطريق على التطرف و الديماغوجية و المزايدة.
إن حزب الحرية و العدالة فضاء لقوى حية لم تجد مكانا مناسبا لها في المشهد السياسي القائم ، و هي تحمل فكرا يعي الواقع في تركيبته و تناقضاته و تعمل على تحسينه.
إنّه تنظيم مفتوح تنصهر فيه القواسم المشتركة بين القوى المتجذرة في المجتمع و المتطلعة إلى المستقبل، و العازمة على بناء دولة تكون قوية إقليميا حتى تواجه الضغوط و التهديدات الخارجية ، و تكون عادلة داخليا حتى يطمئن إليها سائر المواطنين، و تكون أخيرا ديمقراطية قائمة على المؤسسات، و فصل السلطات، و استقلال القضاء، و وجود آليات للرقابة، و احترام حقوق الإنسان و الحريات العامة.
إن حزب الحرية و العدالة لا يصنف نفسه إلا كإضافة نوعية إلى الحياة الوطنية تساعد على تصحيح المشهد السياسي من أجل تمثيل أفضل ، و أعادة الاعتبار للممارسة السياسية السليمة ، كما تساعد على التخلص من الذهنيان المتحجرة، و التصرفات الخاطئة ، و النظريات المعلبة ، و هكذا ، فان رجال الحزب عازمون على الاضطلاع بدورهم بشكل مختلف يجسد في الميدان التطابق بين القول و الفعل، بنكران الذات، و التفاني في خدمة الوطن، و الثبات على المواقف.و باختصار، تتلخص أهداف الحزب في عشر نقاط أساسية و هي:
1- ترسيخ مسار المصالحة الوطنية بتوسيع نطاقها إلى أجراء مصالحة بين المواطن و مؤسساته عبر محو آثار المأساة الوطنية و احترام الرأي العام، وتحسين نوعية الخدمة العمومية، و التحلي بالأخلاق الفاضلة في أدارة شؤون الأمة .
2- ترقية الحريات الفردية و الجماعية، و احترام حقوق الإنسان، و العمل على حماية حرية التعبير و التعددية النقابية، و حرية الصحافة.
3- تطبيق العدالة الاجتماعية بإعادة بناء الطبقة المتوسطة، و توزيع الدخل الوطني بصفة عادلة حتى لا تستمر القلة تنعم بالثراء و الكثرة تتخبّط في العراء.
4- إدماج الشبيبة في مهام البناء الوطني، و تمكينها من توظيف قدراتها في توطيد أركان الدولة و ازدهار الوطن و تجسيد النظام الديمقراطي.
5- الحفاظ على تماسك الأسرة، و تمكين المرأة من دور سياسي فاعل في إطار يراعي متطلبات العصرنة، و يحترم قيمنا الإسلامية.
6- إشراك النخبة المثقفة في عملية التغيير حتى لا تظل حركة الفكر معزولة عن حركة المجتمع في صراعه من أجل التقدم و صون الذات و التكيف مع متطلبات العولمة.
7- إدخال المهنية و النزاهة و الوطنية كمقاييس أساسية في إسناد المسؤوليات في دواليب الدولة و الترشح في الهيئات المنتخبة.
8- تنويع مصادر الدخل الوطني، و تطوير اقتصاد منتج للثروات يرتكز على الاستثمار الإنتاجي العام أو الخاص في الصناعة، و مضاعفة الإنتاج الزراعي قصد تحقيق الأمن الغذائي، و تطوير قطاع الخدمات.
9- تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية بتعميق احترافية منتسبيها، و التوسع في تحديث هياكلها بتشجيع البحث العلمي، و بناء الصناعات العسكرية للحد من التبعية في مجال التسلح.
10- انتهاج سياسة خارجية مستوحاة من تقاليدنا الثورية في نصرة قضايا الحق و العدل في العالم و الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها و الاستقلال، و في مقدّمتها الشعبان الشقيقان الشعب الفلسطيني و الشعب الصحراوي.
إن أسباب الأمل بغد واعد مشرق موجودة، و من أجل ذلك، جاء حزب الحرية مطلب شعبي، و من القناعة بأنّ أفضل الشعوب هي الأكثر عملا و إنتاجا و الأخصب فكرا و معرفة و الأشد تمسكا بالديمقراطية.